تابع ..........
*وقال آخر :
أنت في الناس تقـاس * * بالذي اخترت خليلا
فاصحب الأخيـار تعلو* * وتنل ذكراً جميـلا
فاختر الصديق الصالح الذي يذكرك إذا نسيت ويقومك إذا اعوججت , ويسد خللك , ويحمى زللك , ولا يأخذك للمهالك .
إن النجاة تبدأ باجتناب الرفقة السيئة ومجافاة طريق الرذيلة , فلا تكن إمعة وتمشي وراء أصدقاء السوء وتقلدهم التقليد الأعمى , وسل نفسك لماذا أكون تابعاً ولا أكون متبوعاً , لماذا أتأثر بفساد الآخرين ولا أجعلهم يتأثرون بصلاحي .
4 - أيها الشباب احذروا التدخين والمخدرات :
التدخين والمخدرات وجهان لعملة واحدة فهما من الآفات القاتلة والمدمرة للشباب .
فالله تعالى قد أحل لنا كل طيب وحرم علينا كل مضر وخبيث قال تعالى : \" {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف.
والتدخين والمخدرات من الخبائث التي لها تأثيرها السيئ على صحة الإنسان وعلى حياته , فهما يؤديان إلى أمراض فتاكة ومدمرة والتي منها :
الإصابة بسرطان الرئة والتهاب الرئة المزمن والإصابة بسرطان الحنجرة, وضعف حاسة الشم والذوق , والإصابة بسرطان الشفة واللسان والفم والبلعوم والمريء والبنكرياس تلف في المخ و تحطيم و تأكل ملاين الخلايا العصبية التي تكون المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة , وكذا ارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي مما يؤدي إلى تلفه , وتدمير الجهاز المناعي .
كما أن المتعاطي يفقد توازنه ويختل تفكيره ، ولا يمكنه من إقامة علاقات طيبة مع الآخرين ، ولا حتى مع نفسه ، مما يتسبب في سيطرة الفوضى على حياته ، وعدم التكيف وسوء التوافق والتواؤم الاجتماعي على سلوكياته ، وكل مجريات حياته ، كما أنها تفسد العقل والمزاج الأمر الذي يؤدي به في النهاية إلى الخلاص من واقعه المؤلم بالانتحار .
والتدخين والمخدرات يؤديان إلى الإسراف والتبذير في المال قال تعالى : {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (27) سورة الإسراء.
وأما الأضرار الدينية والنفسية والاجتماعية فلا حصر لها , قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ )) المائدة :90-91 .
وعَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لاَ يَزْنِى الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلاَ يَقْتُلُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : كَيْفَ يُنْزَعُ الإِيمَانُ مِنْهُ قَالَ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَإِنْ تَابَ عَادَ إِلَيْهِ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.أخرجه البخاري 8/197(6782) و\"النَّسائي\" 8/63 , وفي \"الكبرى\" 7096 .
وعن ابن عباس مرفوعًا: \" \"مدمن الخمر ، إن مات ، لقي الله كعابد وثن .أخرجه أحمد 1/272(2453) الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 292.
فالتدخين والمخدرات يذهبان الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان ويضعفان الإيمان ويورثان الخزي والندامة ويكونان سبباً في زوال النعم ونزول العقوبة والنقم و سبباً لسوء الخاتمة .
5 - أيها الشباب احذروا العادة السيئة:
ومن المخاطر التي تواجه الشباب أيضا إدمان العادة السيئة أو ما يسمى بالعادة السرية , والتي تنتشر بين الشباب بنسبة كبيرة ,وتؤدي هذه العادة السيئة لمخاطر صحية جسيمة تدمر طاقات الشباب , وتؤثر على مستقبلهم . ومن هذه المخاطر :
أولا: حدوث التهابات تناسلية -مهبلية -حوضية – رحمية.
ثانيا: حدوث الالتهابات البولية مما قد تؤدي إلى فشل كلوي.
ثالثا: حدوث العدوى الفطرية أو البكتيرية أو الفيروسية في المهبل والجهاز التناسلي وقد تمتد الالتهابات لقناتي ( فاولب ) مما قد يؤدي إلى انسداد الأبواق مما قد يؤدي للعقم بعد الزواج.
رابعا: قد تفقد الفتات العذرية إذا مارست هذه العادة بطريقة خاطئة.
خامسا: قد تؤدي للبرودة الجنسية بعد الزواج مما يؤثر على العلاقة بين الزوجين , وقد يؤدي ذلك إلى عواقب لا يعلم مداها إلا الله .
سادسا: قد تؤدي لمضعفات نفسية والعصبية مثل شعور بالحقارة والقذارة والإحساس بالنقص وانعدام الثقة بالنفس والانطواء الخجل الخوف .
ولقد وصف الله المؤمنين الصالحين بأنهم يحافظون على فروجهم فقال : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7). سورة المؤمنون.
و للإقلاع عن هذه العادة السيئة لا بد من شغل وقت الفراغ فيما يفيد والبعد عن أصحاب السوء الذين يزينون المعاصي للناس قال تعالى : {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (
سورة فاطر.
وكذا المحافظة على الصلاة في مواعيدها في ذلك مما يبعد الإنسان عن الفواحش والمنكرات , قال تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت.
وكذا الصوم عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : \" يا معشر الشباب مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَصُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاء\"
أخرجه أحمد 1/378 (3592) و\"البُخَارِي\" 3/34(1905) و\"مسلم\" 4/128(3379).
حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سول لق الخطايا ؟ قال : أجاهده .قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده .قال : فإن عاد ؟ قال : أجاهده .قال : هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال : أكابده وأرده جهدي .قال : هذا يطول عليك ، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك .
فاستعن بالله على الشيطان وعلى المعاصي وعلى هوى نفسك يكفك شر كل ذلك , ولله در القائل .
إني ابتليت بأربع ما سلطوا……إلا لشدة شقوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى …كيف الخلاص فكلهم أعدائي
اللهم احفظ شبابنا وفتياتنا من كل سوء ، اللهم جنبهم أصدقاء السوء , اللهم بارك لهم في أوقاتهم وأعمارهم ، اللهم جنبهم المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن .
صيد الفوائد